عبد الله بن مسعود

عبد الله بن مسعود

عبد الله بن مسعود : نشأته وإسلامه

عبد الله بن مسعود الهذلي وُلد في مكة وكان من أسرة فقيرة، وهو أحد أوائل من أسلموا في الإسلام. نشأ في بيئة قريشية مشركة، لكن قلبه كان مهيأً للإيمان. بدأ في إسلامه منذ وقت مبكر، فكان من الستة الأوائل الذين دخلوا الإسلام. لُقب بـ”ابن أم عبد”، نسبة إلى أمه التي كانت من أولى النساء اللواتي دخلن في الإسلام.

كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من الأوائل الذين اقتنعوا برسالة النبي صلى الله عليه وسلم. جاء إسلامه على يد النبي صلى الله عليه وسلم في مرحلة مبكرة، حيث كان يذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليتعلم منه أصول الدين، وقد أصبح من أقرب الصحابة إليه. عُرف بطيبته وورعه، وكان دائمًا يتبع تعليمات النبي بكل دقة. عندما أسلم، أصبح من أخلص الصحابة وأقربهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

علمه وفضله

عرف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بتبحره في علم القرآن الكريم وتفسيره. كان من أوائل الصحابة الذين تعلموا القرآن على يد النبي صلى الله عليه وسلم. قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “من أراد أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل، فليقرأه بقراءة ابن أم عبد”. هذه المقولة تشير إلى إتقان عبد الله بن مسعود للقرآن، حيث كان يحفظه ويقرأه بطريقة عذبة ومؤثرة.

وقد نقل عبد الله بن مسعود العديد من الأحاديث النبوية وكان مصدرًا مهمًا للعلم الشرعي في الأمة الإسلامية. اشتهر أيضًا بقدرته على تفسير القرآن وفهم معانيه، فكان يُستشار في الأمور الفقهية والتفسيرية، مما جعله مرجعًا رئيسيًا في تفسير آيات القرآن. وُصف بأنه من أفقه الصحابة وأكثرهم دراية بالشريعة، وذكره العلماء في كتب الفقه كأحد الأئمة المجتهدين.

مواقفه في الإسلام

من أبرز مواقف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في تاريخ الإسلام هو أنه كان أول من جهر بقراءة القرآن في مكة، في وقت كانت فيه قريش تحارب الدعوة الإسلامية وتضطهد المسلمين. ففي أحد الأيام، قرأ عبد الله بن مسعود آيات من سورة الرحمن بصوت عالٍ في مكة أمام الكفار، مما أثار غضبهم بشدة، وحاولوا تعذيبه وضربه، لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في دعوته.

كما كان له دور كبير في نشر علم القرآن وتفسيره بين الصحابة. وكان يشارك في معركة بدر، وأُحِبَّ في قلب النبي صلى الله عليه وسلم لفضائله وصدقه، كما شهد العديد من الغزوات الهامة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وشاركه في العديد من المواقف الصعبة.

توليه القضاء في الكوفة

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، أصبح عبد الله بن مسعود من العلماء البارزين الذين أُوكل إليهم تعليم المسلمين وتفسير القرآن. وقد عينه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاضيًا ومربيًا لأهل الكوفة. في هذا الدور، عمل عبد الله بن مسعود على تعليم الناس أحكام القرآن والسنة، وكان يحكم بين الناس بالعدل، مما جعله شخصية محورية في تطور الحياة الدينية في الكوفة.

أسس عبد الله بن مسعود مدرسة علمية في الكوفة حيث قام بتدريس القرآن الكريم، وبيّن معانيه وأحكامه، وكان يتوافد إليه الصحابة والتابعون من مختلف البلدان لتلقي العلم. كانت الكوفة في عهده مركزًا هامًا من مراكز العلم والمعرفة في العالم الإسلامي.

وفاته

توفي عبد الله بن مسعود في السنة 32 هـ في مدينة الكوفة بعد أن ترك أثرًا كبيرًا في الأمة الإسلامية، ليس فقط من خلال علمه الغزير، بل من خلال إيمانه العميق وتفانيه في خدمة الإسلام. وقد ورد في بعض الروايات أن وفاته كانت نتيجة مرض شديد أصابه، حيث أصيب بحمى شديدة خلال الفترة الأخيرة من حياته. ولكنه ظل صامدًا في مرضه، مشغولًا بالتعليم والدعوة حتى آخر لحظات حياته.

عبد الله بن مسعود في التاريخ الإسلامي

لقد أصبح عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من الشخصيات المحورية في التاريخ الإسلامي، حيث إن علمه وتفانيه في خدمة الدين جعلاه قدوة حسنة لكل المسلمين. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “من أراد أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن أم عبد”. هذه المقولة تشير إلى فضل عبد الله بن مسعود وعلمه الكبير، فهو كان من العلماء الذين عملوا على نشر علم القرآن الكريم بين الناس، وكان له دور رئيسي في الحفاظ على هذا العلم ونقله للأجيال القادمة.

لقد قدّم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه نموذجًا مشرفًا في العلم والعمل، وأصبح مصدر إلهام للكثير من المسلمين في كيفية تطبيق تعاليم الدين في حياتهم اليومية.

alaa shaban

all author posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are makes.