مدخل الي فلسفات الشرق القديم
هذا الكتاب يتناول واحدًا من أهم الأطروحات الفلسفية حيوية بوجه عام وأهمها على الإطلاق وهي الفلسفة القديمة عمومًا، واليونانية خصوصًا، فهو يركز على أحد جوانب مشروع المؤلف الفكري، وهو إثبات أن للحضارات الشرقية فلسفات وفلاسفة سبقوا نشأة الفلسفة عند اليونان. ومن ثم يساهم ذلك في دحض ما يسمى بالمعجزة اليونانية في نشأة الفلسفة، ويؤكد أن الفلسفة كأي نشاط فكري آخر للإنسان قديمة قدم وجوده، وأنه لم يوجد منذ بدء وجوده على ظهر الأرض إلا ليتساءل، أي ليفكر، وكان أهم مظاهر هذا التفكير، التفكير الفلسفي في أصل الوجود، وأصل الكون وما وراءهما، وطبيعة الإنسان ومصيره. ولقد جاء هذا الكتاب أيضًا ليؤكد أن الفلسفة طبعت في كل عصر من عصورها بخصائص هذه الحقبة أو تلك من حقب التاريخ الحضاري للإنسان، ومن ثم فقد اختلفت صورة التفكير الفلسفي وتأملات الإنسان الفلسفية وتطورت حسب تطور حياته من عصر إلى آخر، وأن كل واحدة من الحضارات الإنسانية الفلسفية الكبرى ظهرت وتميزت بخصائص فكرية معينة. وكان المفكرون والفلاسفة هم دائمًا قادة الفكر ورواد الإبداع في كل العصور، بل هم من صنعوا بأفكارهم وتأملاتهم ومذاهبهم الفكرية الفارق بين عصر وآخر، وهم من أيقظوا الناس وقادوهم إلى كل القفزات الحضارية الكبرى عبر التاريخ الإنساني.