حياتي
ماأنا إلا نتيجة حتمية لكل ما مرّ عليّ وعلى آبائي من أحداث، فالمادة لا تنعدم، وكذلك المعاني والعواطف والمشاعر.. والأفكار والأخيلة تبقى أبدًا، وتعمل عملها أبدًا.. فكل ما يلقاه الإنسان من يوم ولادته، بل من يوم أن كان علقة، بل من يوم أن كان في دم آبائه.. وكل ما يلقاه أثناء حياته، يستقر في قرارة نفسه، ويسكن في أعماق حسه، سواء ما وعى وما لم يعِ، وما ذكر وما نسي، وما لذ وما آلم.. كل ذلك يتراكم ويتجمع.. يختلط ويتفاعل، ثم يكون هذا المزيج أساسًا لكل ما يصدر عن الإنسان من أعمال نبيلة وخسيسة!.. أنا لم أصنع نفسي ولكن صنعها الله عن طريق ما سنّه من قوانين الوراثة والبيئة أنا أروي من الأحداث ما تأثرت به نفسي، وأحكيها كما رأت عيني، وأترجمها بمقدار ما انفعل بها شعوري وفكري تلك سطور مما خطته أنامل الأديب المبدع المتألق أحمد أمين عن رحلة حياته الشيقة الحافلة بالدروس والعبر، وهي بلا شك رحلة ذات شجون، اختلطت فيها الآلام والآمال، والدموع والابتسامات، والانكسارات والانتصارات.
هي مسيرة حياة مشوقة لأديب فذ جدير بأن يقرأها كل من يستهويه أدب السيرة الذاتية.