تكامل المعرفة في ضوء إدارة المعرفة

كتاب “تكامل المعرفة في ضوء إدارة المعرفة” من تأليف أ.د. فاتن بنت سعيد بامفلح، يتناول أحد المواضيع الحديثة والملحة في مجالات الإدارة والتنظيم، وهو إدارة المعرفة، وكيف يمكن لهذه الإدارة أن تكون أكثر فعالية من خلال التكامل المعرفي بين مختلف العناصر داخل المنظمات. يعتبر الكتاب دليلاً مهماً لفهم كيفية استثمار المعرفة لتحقيق التفوق التنظيمي وتطوير الأداء المؤسسي.

مفهوم إدارة المعرفة وتكامل المعرفة

إدارة المعرفة تشير إلى العمليات التي تهدف إلى جمع وتنظيم ومشاركة المعرفة بين أفراد المنظمة، بهدف تحسين كفاءة العمل ودعم عملية اتخاذ القرار. يتجاوز هذا المفهوم مجرد حفظ المعلومات في قواعد بيانات، ليشمل كيفية تحويل المعرفة الضمنية (الخبرات، المهارات) إلى معرفة صريحة يمكن مشاركتها والاستفادة منها بشكل منهجي.

أما التكامل المعرفي، فهو عملية الربط بين أنواع المعرفة المختلفة (ضمنية وصريحة)، وبين مصادر المعرفة المتعددة (الأفراد، الوثائق، النظم التكنولوجية)، بحيث تتضافر هذه المعارف لتوليد قيمة مضافة جديدة. تسعى أ.د. فاتن بامفلح في كتابها إلى توضيح أن هذا التكامل هو العنصر الحاسم الذي يمكن أن يدفع بالمنظمات نحو تحقيق مزيد من الابتكار والتقدم.

هيكل الكتاب

الكتاب مقسم إلى عدة فصول تتناول موضوعات مختلفة متعلقة بإدارة المعرفة وتكاملها، منها:

1. أسس إدارة المعرفة: يتناول هذا الفصل المفاهيم الأساسية لإدارة المعرفة، من حيث التعريف، الأهمية، والتطورات الحديثة في هذا المجال. كما يقدم نماذج واستراتيجيات لإدارة المعرفة تعتمد على أبحاث ودراسات متعددة.
2. التكامل بين الأنظمة والتكنولوجيا: يناقش الكتاب دور التكنولوجيا في تسهيل عمليات إدارة المعرفة، وخاصة تلك الأدوات التي تمكن من جمع وتنظيم المعلومات وتحليلها. يتم التركيز هنا على كيفية استخدام التكنولوجيا لدمج المعرفة الضمنية مع الصريحة في إطار واحد يمكن استغلاله.
3. التكامل بين الأفراد والمعلومات: أحد المحاور الأساسية في الكتاب هو التأكيد على أن المعرفة ليست فقط معلومات مكتوبة أو مسجلة، بل تشمل أيضاً خبرات ومهارات الأفراد. يشير الكتاب إلى أهمية نقل هذه المعرفة الضمنية بين الأفراد، وذلك عبر عمليات التعليم المستمر، التفاعل بين الفرق، وبناء ثقافة تنظيمية تعزز المشاركة والتعاون.
4. تحقيق التفوق التنظيمي: يركز الكتاب على أهمية إدارة المعرفة وتكاملها في تحقيق التفوق التنظيمي. فالمنظمات التي تنجح في استثمار معرفتها، سواء كانت ضمنية أو صريحة، يمكن أن تحقق ميزة تنافسية هامة من خلال الابتكار، تحسين الأداء، وتقديم منتجات أو خدمات جديدة.
5. نماذج تطبيقية وتجارب ناجحة: يضم الكتاب أمثلة ونماذج من منظمات نجحت في تطبيق مبادئ إدارة المعرفة بشكل فعال. تعرض هذه الأمثلة كيف يمكن للتكامل المعرفي أن يسهم في تحسين الأداء وزيادة الانتاجية في مختلف القطاعات.

أهمية الكتاب

تنبع أهمية هذا الكتاب من كونه يعالج مسألة إدارة المعرفة من منظور شامل ومتكامل، مع التركيز على التحديات والفرص التي تواجه المنظمات في عالم اليوم الذي يتسم بالتعقيد والمنافسة. الكتاب ليس فقط مرجعًا نظريًا، بل يقدم أدوات عملية يمكن تطبيقها لتحسين إدارة المعرفة داخل المؤسسات.

إلى جانب ذلك، فإن الكاتبة تميزت بقدرتها على تقديم المادة العلمية بأسلوب سهل وواضح، مما يجعل الكتاب مناسبًا لكل من المتخصصين في مجال الإدارة والممارسين الذين يسعون إلى تحسين إدارة المعرفة في مؤسساتهم. كما أنه يساهم في سد الفجوة بين النظرية والتطبيق في مجال إدارة المعرفة.

الفئات المستهدفة

يستهدف الكتاب عدة فئات من القراء:

1. المتخصصون في إدارة المعرفة: سواء في القطاع العام أو الخاص، يمكن أن يكون هذا الكتاب دليلًا قيمًا لتحسين أداء المنظمات.
2. الباحثون والأكاديميون: الكتاب يوفر أساسًا قويًا للبحث في مجال إدارة المعرفة، ويقدم مفاهيم ونماذج يمكن دراستها وتطويرها.
3. القيادات الإدارية وصناع القرار: باعتبار أن إدارة المعرفة تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الفعالية المؤسسية، يمكن للقادة الاستفادة من هذا الكتاب لفهم كيف يمكن إدارة المعرفة بشكل أفضل في منظماتهم.
4. الطلاب: يعد الكتاب مرجعًا ممتازًا للطلاب في تخصصات الإدارة والمعلوماتية، حيث يقدم نظرة شاملة حول مفهوم إدارة المعرفة وأدواتها.

خاتمة

كتاب “تكامل المعرفة في ضوء إدارة المعرفة” لأ.د. فاتن بنت سعيد بامفلح يمثل إضافة قيمة إلى المكتبة الإدارية، حيث يقدم تحليلاً عميقًا وشاملاً لواحد من أهم مواضيع العصر الحديث. يمكن اعتباره مرجعًا عمليًا ونظريًا لأي منظمة تسعى إلى تحقيق التفوق عبر استثمار المعرفة بكفاءة وفعالية.