العولمة وصورة الإسلام في الاعلام الدولي

يتناول كتاب “العولمة وصورة الإسلام في الإعلام الدولي” للدكتور محمد حسام الدين إسماعيل تأثير العولمة على صورة الإسلام في وسائل الإعلام العالمية. يقدم الكتاب تحليلاً عميقًا لكيفية تشكل صورة الإسلام في الإعلام الدولي من خلال تأثيرات العولمة، والتغيرات الثقافية والسياسية التي أدت إلى تشكيل هذه الصورة. كما يناقش الكتاب العلاقة المعقدة بين العولمة والإعلام الدولي، وكيفية تقديم الإسلام في هذا السياق.

العولمة وتأثيرها على الإعلام

يستعرض المؤلف في بداية الكتاب مفهوم العولمة وأثرها الكبير على وسائل الإعلام. وفقًا له، فإن العولمة تعني انتشار القيم والمفاهيم بشكل عالمي، مما يؤدي إلى تداخل الثقافات واختلاطها. ويؤكد الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل أن الإعلام هو الوسيلة الرئيسية التي ساهمت في تسريع عملية العولمة، حيث وفرت التكنولوجيا الحديثة ومنصات الإعلام الدولية قدرة هائلة على نقل الأفكار والمفاهيم من مجتمع إلى آخر.

صورة الإسلام في الإعلام الدولي

يخصص الكتاب مساحة كبيرة لدراسة صورة الإسلام في الإعلام الدولي. يشير المؤلف إلى أن الإسلام يتم تقديمه غالبًا بصورة سلبية أو مشوهة في وسائل الإعلام الغربية، وذلك نتيجة لتأثير العولمة والأجندات السياسية والثقافية للدول الكبرى. وفقًا للكتاب، تتأثر الصورة الإعلامية للإسلام بالعوامل التالية:

1. الأحداث السياسية والصراعات: يتناول الكتاب كيف أن تغطية الإعلام الدولي للأحداث المرتبطة بالإسلام، مثل الإرهاب أو الحروب في الدول الإسلامية، يساهم بشكل كبير في تشويه صورة الإسلام. ويتم في كثير من الأحيان ربط الدين الإسلامي بالعنف والتطرف دون النظر إلى السياق الكامل.
2. التحيز الإعلامي: يشير المؤلف إلى أن الإعلام الدولي يعتمد في كثير من الأحيان على معايير مزدوجة في تغطيته للإسلام، حيث يتم التركيز على الجوانب السلبية وتجاهل الجوانب الإيجابية. هذه النظرة الأحادية تؤدي إلى تقديم صورة غير متوازنة عن الدين الإسلامي.
3. الدور الثقافي والسياسي للعولمة: يناقش الكتاب تأثير العولمة الثقافية والسياسية في تشكيل صورة الإسلام. يعتبر المؤلف أن هناك تلاقيًا بين المصالح السياسية للدول الكبرى والسياسات التحريرية لوسائل الإعلام، مما يؤدي إلى تقديم صورة منحازة للإسلام.

أدوات الإعلام الدولي في تشكيل الصورة

يتناول الكتاب العولمة وصورة الإسلام في الإعلام الدولي  بشكل مفصل الأدوات التي يستخدمها الإعلام الدولي في تقديم صورة الإسلام. يشرح المؤلف كيف أن التلفزيون، والصحف، والمواقع الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت أدوات رئيسية في نقل المعلومات وتشكيل الرأي العام. في هذا السياق، يتم التلاعب بالمفاهيم والترويج لصور نمطية معينة عن الإسلام.

1. التلفزيون: يوضح الكتاب أن البرامج الإخبارية والبرامج الوثائقية غالبًا ما تقدم صورة غير دقيقة عن المسلمين، حيث يتم التركيز على قضايا مثل الإرهاب والتطرف، مما يرسخ صورة نمطية سلبية.
2. الصحافة المكتوبة: يبرز الكتاب كيف تعتمد الصحافة المكتوبة في كثير من الأحيان على عناوين مثيرة لجذب القراء، ما يؤدي إلى تشويه الحقائق وإبراز الجوانب السلبية المتعلقة بالإسلام.
3. وسائل التواصل الاجتماعي: يناقش المؤلف كيف أن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنها توفر مساحة للتعبير الحر، قد أصبحت منصة لنشر المعلومات المضللة والمواد الدعائية التي تساهم في تشويه صورة الإسلام.

دور الإعلام الإسلامي في مواجهة التحديات

يتطرق الكتاب إلى كيفية مواجهة هذه الصورة المشوهة من خلال الإعلام الإسلامي. يشدد المؤلف على أهمية تعزيز الإعلام الإسلامي لمواجهة الصورة السلبية التي تروج لها وسائل الإعلام الدولية. يُقترح أن يقوم الإعلام الإسلامي بالتركيز على تقديم الإسلام بصورته الحقيقية، وإبراز القيم الإنسانية التي يدعو لها.

مقترحات لتحسين صورة الإسلام في الإعلام الدولي

في ختام كتاب “العولمة وصورة الإسلام في الإعلام الدولي”، يوضح الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل أن العولمة والإعلام الدولي لهما تأثير كبير على صورة الإسلام في العالم. ومع ذلك، يشير إلى أن هناك فرصًا لتحسين هذه الصورة من خلال تعزيز الإعلام الإسلامي وزيادة التعاون بين المؤسسات الإعلامية المختلفة. يعد الكتاب دعوة للتفكير في كيفية بناء حوار إعلامي أكثر عدلاً وشمولاً بين العالم الإسلامي وبقية العالم.

إن كتاب “العولمة وصورة الإسلام في الإعلام الدولي” يعالج موضوعًا حساسًا يمس علاقة العالم الإسلامي بالإعلام العالمي في ظل العولمة. يسلط الضوء على ضرورة تعزيز فهم أعمق وأكثر دقة للإسلام في الإعلام الدولي، ويؤكد على أهمية دور الإعلام الإسلامي في تحسين صورة الدين الإسلامي عالميًا.