التعليم والتنمية المستدامة لدول الخليج العربي
ستعرض هذا الكتاب أحوال التعليم وجهود التنمية المستدامة في دول الخليج العربي متخذًا من دولة الإمارات نموذجًا ليعكس مدى التقدم المحرز في هذا المجال، حيث تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى عربيًّا، والمرتبة السابعة عشرة عالميًّا من حيث جودة التعليم، بناء على ما ورد في تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2018. ولأن التعليم يعتبر أحد الأهداف الهامة لإعلان التنمية المستدامة الذي وافقت عليه جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بأهدافه السبعة عشر عام 2015، فقد حاول الكتاب أن يموضع جهود التعليم في دول الخليج العربي في إطار هذا الإعلان الذي يسعى إلى إنهاء الفقر وحماية الكوكب وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول عام 2030. وتطرح المؤلفة رؤية مستقبلية في إطار مبادئ التنمية المستدامة بتجلياتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وتتضمن هذه الرؤية نظامًا تعليميًّا مقترحًا يسهم فى تنويع هيكل الاقتصاد القومي من خلال إعداد قوة العمل القادرة على التفاعل مع منجزات اقتصاد المعرفة وتكنولوجيا المعلومات. وفي غضون هذه الرؤية تقترح المؤلفة عددًا من الأهداف التي يجدر أن تسعى الأنظمة التعليمية الخليجية أن تركز على تحقيقها فى المستقبل مثل تقوية الدافعية للتعلم، وطرح نسق جديد للقيم، والمهارات اللازمة للعمل والحياة، ومسارات رفع مستوى الإنتاجية والتوظيف للمواطنين، وانعكاس ذلك على تطوير سوق العمل المحلية من حيث المهارات الجديدة وأساليب العمل في ظل تحديات الثورة الصناعية الرابعة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.