التربية من اجل المعرفة والاختلاف
إن التربية عملية دينامية مستمرة استمرار الحياة ذاتها.. وهذه الدينامية لا تقتصر على تشكيلاتها ومناهجها وأساسيات تنظيم هذه المناهج فحسب، بل إنها تشمل كذلك أهدافها ودوافعها، فهناك التربية التي تهدف تحقيق ثوابت وسياسات نظام ما وترسيخ دعائمه، بهدف تكوين كائنات راضخة داجنة، وهناك تربية تهدف إرساء فلسفة ما ونظرياتها ومثلها.. ولا يختلف التربويون والمشتغلون بهموم التربية في كل أنحاء عالم البشر على أن التربية من أجل المعرفة والاختلاف تأتي في طليعة قائمة تشكيل أهداف التربية قاطبة، وتلك هي غايتنا من تقديم هذا الكتاب.. يركز كتابنا على التربية بهدف المعرفة والاختلاف.. تلك المعرفة التي تمنح القوة والأفضلية والوسائل، التي تعطيك مكانًا مميزًا بين التشكيلات العقلية كافة التي تحيط بنا، وذلك الاختلاف الذي يجعلك قادرًا على التأثير والتأثر، واستيعاب الآخر والمختلف معك في الرأي والثقافة والتفاعل معه، ورؤية مواطن القصور ومعالجتها والتوسع في مواطن الإجادة والتميز؛ من أجل ترسيخ الهوية وتعزيز قيم المواطنة والبحث عن حلول لجدلية الفقر والتعليم في دول الربيع العربي، وطرح رؤى لإصلاح التعليم الثانوي والجامعي