لقد عمد المؤلف الي استخدام الرياضيات كمدخل أساسي لمناقشة الظواهر الفيزيائية، بعد أن قدم لهذا بفصل فيزيائي خالص يعتمد على المشاهدات المعملية في تجارب عملية، وكأنما كان المؤلف يستشرف المستقبل حينما كتب في مقدمة الطبعة الأولى عام (1930) عن الطريقة الرمزية: “من المحتمل أن تستعمل بكثرة في المستقبل بالتعمق في فهمها وتطوير الرياضيات الخاصة بها”. إذ إن نظرية المجالات الكمية (أو الالكتروديناميكا الكمية النسبية) فرضت طرائف جديدة وأنماطًا من الرياضيات حديثة وما زالت قيد التطور.وبفكر ثاقب ونظرات مدققة يشرح المؤلف المفاهيم الفيزيائية بعد ان يكون قد مهد لها بالخلفية الرياضية ويمضي في بعض الأحيان بتقديم النظرة الفيزيائية ثم يعرج علي الشروط الرياضية التي تنبع من هذه النظرة، لقد حاولت الترجمة نقل فكر المؤلف في أقرب صورة ممكنة وحافظت علي الرموز المستخدمة، أمانة في النقل، وإن كانت الكتب الحديثة قد تجاوزتها، والله نسأل أن ينتفع قراء العربية بهذا الكتاب الذي يعد لؤلوة الكتب التراثية في هذا الموضوع.