خوفناك كهوست
قد استطاع الكاتب من القصة الأولى أن يسبر أغوار العقل بجرعة فلسفية راقية استطاع تمريرها بانسيابية بالغة في نص يحمل الكثير من التساؤلات.
تماهى أسامة العمري في مجموعته القصصية الأولى، فتنازع البطولة معه كل من النص والأفكار، حيث عمد إلى المزج بين اللغة الفصحى الرصينة واللغة العامية في خليط ساحر بنكهة اللغة الإعلامية، فكأن الكاتب اصطحب كاميراه الخاصة وانطلق يجوب النفس البشرية متسربلا برداء الراوي الرئيسي، ونجده في أوقات أخرى وقد انتحل شخوص أبطاله فلبس شورت وفانلة ويجو “وهو ينظر إلى السقف وقد مرّت دقيقة كاملة على هذه الحال، وهو لا يزال منتصبا كلبشة قصب في منتصف الغرفة وقد تهدلت أكتافه”.
انطلق الكاتب بطرح هويته الفكرية من الصفحة الأولى، وأعلن عن انتمائه الصريح للمجتمع الذي خرج منه، فكتاباته ما هي إلا تجسيد لذلك المخزون الذي نهل منه، فأبطاله ليسوا من صنع الخيال بل هم نتاج خبرة ومعايشة ليبرزوا على الورق أشخاصا من لحم ودم.
وعبّر عن مشكلة أحلام الفتاة بين الطموح والزواج، في مجتمع شرقي يختزل مستقبل الفتاة في الزواج، معبرا عن حال الكثير من البيوت العربية في معاملتها مع بناتها في قصة: “غير متوقع”.
وجلس السارد في حيرة بين ما يجب أن يفعله، وما يفرضه عليه الحدث في قصة: “ماذا بعد”. فأخذنا السارد في مقاربة اجتماعية مفتوحة مرتحلا بنا إلى عالم محمد وتفاصيل حياته، وكيف تغيّرت في لمحة بصر ليصبح شخصا جديدا، يمارس من خلاله شخصية جديدة للمرة الأولى. قصة مفعمة بالنشيج والأحلام المجهضة والخيبات المتراكمة.
وفي القصة التي تحمل اسم “البروف” تتنافس التفاصيل البسيطة واللغة الساخرة البسيطة على مركز البطولة سويّة، في وصف المعاناة التي عاشها الراوي وهو يتنقل من “صنايعي لآخر”.
ونلاحظ أن الكاتب صبغ المجموعة القصصية بدلالات مختلفة، فكانت متباينة التوجهات والمقاصد، وجاءت قصة الهروب إلى سكينة لتفتح الجرح الغائر بالسفر إلى الخارج سواء كان بسبب انهزامية الظروف أو البحث عن باب للرز
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.