التعليم للابداع وصناعة المبدعين
نسمي الأمور المهمة في حياتنا «نقاطًا فارقة».. وبين «الإبداع» و«الإيداع» نقطة فارقة، كانت محور كتابنا الذي بين يديك.. أوصانا الجميع بأن نسلك الطريق الأكثر ارتيادًا والأسهل اجتيازًا، وأن نحتفي بثقافة «الإيداع»، التي ضربت بجذورها في كل مناحي حياتنا التربوية والثقافية، بل والاجتماعية أيضًا؛ فهي تضمن الحد الأمثل لاجتياز الامتحانات ونيل الشهادات.. كما أن مروجي هذه الثقافة يضمنون الذيوع والانتشار.. لكننا آثرنا الطريق الأطول والأصعب، واحتفينا – كما يفعل الأسوياء – بثقافة «الإبداع» فكرسنا لها – بالشرح – كل مكوناتها وآلياتها ونظرياتها ومداخلها واستراتيجياتها وتطبيقاتها الواقعية.. ولم يكن إيثارنا هذا إلا لسببين رئيسين، أولهما: يقيننا بأن «الإبداع» السبيل الوحيد للبقـاء والارتقـاء، وثانيهما: أنـك صاحـب حـق، لا خلاف عليـه في أن تعـرف ما يعينك على تمثل ماضٍ مشرف، تتدفق إبداعاته في شرايين حاضر، لا تبرز معالمه إلا في بيئة، مبدعة ملهمة حافزة واعية راعية؛ لتستحق بذلك أن تترقب مستقبلًا أكثر إشراقًا ووعدًا وإنتاجًا وأرقى مكانة.. فلا يغرنك الطريق «السهل»، وإن كثر السائرون فيه..ولا يحبطنك الطريق «الوعر» وإن قلّ العابرون عليه.. أهلًا بك ضمن قافلة المبدعين