اثر القراءات القرانية فى القواعد النحوية
يدخل كتاب أثر القراءات القرآنية في الدراسات النحوية ضمن نطاق تخصص علوم اللغة ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل الشعر، والقواعد اللغوية، والأدب، والبلاغة، والآداب العربية ؛ حيث اهتّم المسلمون – باختلاف توجّهاتهم – بالقرآن وقراءاته اهتماما بالغا، منقطع النظير لعدّة أسباب، يتقدّمها قداسة القرآن، ثمّ إعجازه، وكونه دستور هذه الأمة، تناقلته سماعا بسند يتصل بالرسول صلى الله عليه وسلّم، وقد خلّف ذلك الاهتمام زخما من الدراسات التي لا تعدّ ولا تحصى، منذ زمن بعيد، وكان منطلقها فشو ظاهرة اللحن في اللسان العربي، فهرع الغيارى إلى مجابهته والتصدي له، فاستقروا الكلام العربي الفصيح، ووضعوا القواعد لحفظ اللسان العربي من الزلل. بدأ النحو في أوله على شكل إرهاصات، منذ زمن أبي الأسود الدؤلي، ثمّ تطوّر ونضج و اكتمل صرحه، ليظهر بعد ذلك الخلاف النحوي ويشتدّ مع مرور الزمن و توالي الأعصر، فألّف في هذا الفن الكثير من الكتب، فمنها ما كتب له البقاء فحقّق و درس، ومنها ما أتت عليه نوائب الدهر فاندثر وذهب