العودة إلى المستقبل : نحو التحول حضاري

ر.س55.00

العودة إلى المستقبل : نحو التحول حضاري

ر.س55.00

Add to cart
Buy Now
التصنيفات: ,

العودة إلى المستقبل : نحو التحول حضاري

كتاب “العودة إلى المستقبل: نحو التحول الحضاري” من تأليف د. نبيل بن عبدالله الحصين، هو دراسة فكرية تسعى إلى معالجة التحولات الحضارية التي يشهدها العالم في ضوء التقدم التقني وتغير الرؤى الفكرية. يقدم الكتاب رؤية متعمقة حول كيفية التفاعل مع المستقبل والتحديات التي تواجه المجتمعات في ظل التحولات السريعة، مع التركيز على إعادة النظر في الأسس الحضارية التي قامت عليها الأمم.

الفكرة المحورية للكتاب

يتناول المؤلف في هذا الكتاب فكرة محورية تتمثل في أن التحول الحضاري ضرورة ملحة للمجتمعات المعاصرة التي تواجه ضغوطًا ناتجة عن التطورات التقنية والاقتصادية والسياسية. يشير الكتاب إلى أن التحديات الحالية تتطلب العودة إلى الأسس الحضارية والفكرية التي يمكن أن تُبنى عليها مجتمعات المستقبل، وليس مجرد مواكبة التطورات بشكل سطحي أو قصير الأمد.

يشدد د. نبيل الحصين على أن العالم يشهد تحولاً حضاريًا كبيرًا بفعل الثورة التقنية والعولمة، وهو تحول يفرض على المجتمعات إعادة النظر في هويتها وأهدافها. إلا أن هذا التحول يجب ألا يكون انفصالاً عن الماضي بل امتدادًا له، ومن هنا جاءت فكرة “العودة إلى المستقبل”، وهي مفهوم يعكس ضرورة بناء المستقبل على القيم الأصيلة مع مواكبة التطورات الحديثة.

تحولات الرؤية

يتناول الكتاب في أحد فصوله التحولات في الرؤية الفكرية التي تشهدها المجتمعات المعاصرة. واحدة من الأفكار الرئيسة التي يطرحها المؤلف هي أن النظرة التقليدية إلى الحضارة كانت ترتكز على القيم الروحية والثقافية والأخلاقية، بينما النظرة الحديثة، وبفعل التطور التكنولوجي السريع، أصبحت تركز بشكل أكبر على المادية والاستهلاك والربحية.

يشير الحصين إلى أن هذه التحولات في الرؤية ليست سلبية بشكل مطلق، لكنها تحتاج إلى تنظيم وإعادة توجيه. فالتحولات التقنية والعلمية تقدم فرصًا غير مسبوقة للبشرية، لكن يجب توظيف هذه التطورات بما يخدم الإنسانية بشكل شامل ومستدام. العودة إلى الجذور الحضارية القيمية، كما يراها الكاتب، هي ما يمكن أن يوفر إطارًا أخلاقيًا للمستقبل.

تحولات التقنية

إلى جانب تحولات الرؤية، يعالج الكتاب بعمق تحولات التقنية وتأثيرها على المجتمعات. يشير المؤلف إلى أن التقدم التقني هو أحد المحركات الرئيسة للتحول الحضاري، لكنه يحذر من أن هذا التقدم إذا لم يكن موجهًا بشكل صحيح، يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية مثل زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وانحسار القيم الإنسانية في مواجهة التقدم التكنولوجي.

التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وشبكات الاتصال المتطورة، تحمل إمكانات هائلة لتغيير نمط الحياة اليومية، إلا أن الحصين يلفت الانتباه إلى الحاجة إلى تطوير “تقنية حضارية” تحترم الإنسان كغاية وليس وسيلة. التقنية، برأيه، ليست فقط أدوات لتحقيق الرفاهية المادية، بل يمكن أن تكون وسيلة لتحقيق التقدم الحضاري المتوازن، الذي يحافظ على القيم الإنسانية والبيئية.

في هذا السياق، يقدم الكتاب رؤى حول كيفية توجيه التقنية لتكون عاملًا مساعدًا في بناء حضارة مستدامة ومتوازنة. يشير الحصين إلى أن التقنيات الجديدة يمكن أن تلعب دورًا في تعزيز التعليم، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وحماية البيئة، إذا تم استخدامها بطريقة واعية ومسؤولة.

التحول الحضاري المنشود

يتناول الكتاب التحول الحضاري بوصفه مشروعًا شاملاً يتطلب مراجعة شاملة للمنظومة الثقافية والاقتصادية والتعليمية والسياسية. يرى المؤلف أن التحول الحضاري يجب أن يكون موجهًا نحو بناء مجتمع إنساني يعزز القيم الروحية والثقافية، ولا ينغمس فقط في الاستهلاك والتقنية.

يشير الحصين إلى أن التحول الحضاري يتطلب “رؤية متكاملة” تربط بين الماضي والمستقبل، معتمدًا على تفعيل الهوية الثقافية في سياق عالمي. فبينما يجب على المجتمعات الاستفادة من التقدم العلمي والتقني، يجب أن تحافظ على هويتها وقيمها الخاصة. هذه الرؤية المتكاملة هي ما يسميه الحصين “العودة إلى المستقبل”، حيث لا يتم الانفصال عن الماضي أو الحاضر، بل يتم تفعيلهما لبناء مستقبل مشرق.

أهمية التعليم والثقافة

يشير د. نبيل بن عبدالله الحصين إلى أن التعليم والثقافة يمثلان محورين رئيسين في عملية التحول الحضاري. التعليم، برأيه، يجب أن يتجاوز مجرد تلقين المعلومات إلى بناء القدرات الإنسانية والإبداعية لدى الأفراد، مما يمكنهم من التعامل مع التحديات المستقبلية بوعي وابتكار.

أما الثقافة، فهي تعبر عن هوية المجتمع وقيمه، ولذا فهي الأساس الذي يجب أن يرتكز عليه أي تحول حضاري. يشير الكتاب إلى أهمية بناء ثقافة قائمة على الحوار والتفاعل بين الحضارات المختلفة، بهدف تحقيق التقدم المشترك والمستدام.

خلاصة

كتاب “العودة إلى المستقبل: نحو التحول الحضاري” هو دعوة إلى إعادة التفكير في كيفية التعامل مع التحولات العالمية المتسارعة. يقدم الكتاب رؤية شاملة تعتمد على الموازنة بين التقدم التقني والحفاظ على القيم الإنسانية الأصيلة، ويشدد على أن التحول الحضاري لا يجب أن يكون استجابة عشوائية للتحديات، بل يجب أن يكون مشروعًا مدروسًا ومتوازنًا.

المؤلف يدعو إلى “العودة إلى المستقبل” بمعنى العودة إلى الجذور والقيم الحضارية كأساس لبناء مستقبل مستدام ومتوازن، حيث التقنية تخدم الإنسان ولا تتحكم فيه. الكتاب يمثل قراءة مهمة لكل من يهتم بفهم التحولات الحضارية والفكرية في العصر الحديث

 

المؤلف

نبيل بن عبدالله الحصين

دار النشر

الدار المصرية اللبنانية

سنة النشر

2024

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

يسمح فقط للزبائن مسجلي الدخول الذين قاموا بشراء هذا المنتج ترك مراجعة.

No more offers for this product!

General Enquiries

There are no enquiries yet.