الإدارة الحديثة للوثائق التاريخية المعايير والإجراءات
ليست هناك أمة يمكنها أن تتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم دون، أن يكون لها تاريخ حافل في العطاء الإنساني والحضاري، يحفظ لها جذور ماضيها.. وليس هناك من مكونات التاريخ مايفوق الوثائق التاريخية في أهميتها وقيمتها؛ ذلك أنها السجل الخالد والباقي على إنجازات هذه الأمة..
ومن ثم، كانت أهمية الكتاب الذي بين أيدينا ــ عبر فصوله السبعة ــ في تلمسه لأحدث الأساليب الإدارية للتعامل مع هذه الوثائق، عبر رحلة تفصيلية تبدأ بتعريفها وأهميتها، ثم فنيات تقييمها واختيارها، وأحدث الاتجاهات في نقلها وإضافتها ، على أن تعقبها عمليات فنية بالغة الدقة والتعقد في ترتيب هذه الوثائق وتصنيفها؛ لتنطلق بعد ذلك في تحليل مبادىء وصفها ومراحل إعداد الفهارس، وتبيان دقيق لأنواع هذه الفهارس.. ثم ينطلق المؤلف في اختتام رحلته إلى ذكر أنواع الخدمة المرجعية بالأرشيف التاريخي؛ مبينًا مراحل تطوره سواء في عصر الرقمنة أو في تحويله إلى وثيقة الإلكترونية، وتحليل التحديات التي تواجه عمليات الأرشفة عند التعامل مع الوثائق الرقمية، وتحديد أفضل الطرق المستخدمة في أرشفة السجلات الرقمية..
يعرض الكتاب كذلك لبعض التطبيقات العملية في وسائل إيجاد الوثائق التاريخية كتطبيق عملي لما ورد من أطر نظرية لهذه الوثائق .. ورغم أن الكتاب يتسم بخصوصية ثقافية مرجعية لدارسي هذا اللون من المعارف، إلا أنه قد اتسم في معالجته لموضوع الوثائق التاريخية باعتبارها مصدرًا أساسيًّا من روافد الثقافة التي لايمكن ألا يتطرق إليها باحث عن المعرفة وراغب في الثقافة..