ميثودولوجيا الاتصال علم البحث العلمي
لا أقرأُ النصَّ الأدبي إلى نهايته إلا إذا شدّني إليه، وجذبتني علاقاته الإبداعية إلى عوالمه، شريطة أن يحقق لي نوعًا من المُتعة. وهذا النوع من المتعة هو ما أشعرُ به وأنا أبحر في عوالم القص، مفتونًا بملامحه الذاتية أو العلاقات التي تخايلني بين عناصره التكوينية، فأترك نفسي وراء ما ألمحه من خلال هذه العلاقات التي تضيف شيئًا فشيئًا إلى متعة القراءة التي تتزايد، بل تتصاعد إلى أن ينتهي النص. ولا غرابة في ذلك، فالقص الأدبي – كالنص الأدبي – حمّال أوجهٍ، متعدد الأبعاد الظاهرة والباطنة، وكلما ازداد عمقًا، ازدادت دواله تعدُّدًا في المدلولات، وأحيانًا إلى ما لا نهاية… وقد أعاود قراءة النص مرّات ومرّات لا لشيء إلا لكي أزداد من متعة ما لم أكتشفه في القراءة الأولى التي تُغوِي بغيرها من القراءات. وحتى بعد أن أنتهي من قراءة العمل أشعر كأن شيئًا ما يدفعني إلى معاودة القراءة كي أستكمل اكتشافي للجوانب المجهولة من النص.