تهافت علم الجمال الإسلامي
ما الذي يشير إليه مفهوم «علم الجمال الإسلامي»؟ ما هو المقصود هنا بصفة «إسلامي» التي يُفترض أنها تضيف شيئًا جديدًا إلى مفهومنا عن «علم الجمال»؟ هل المقصود هنا هو الإشارة إلى أننا يمكن أن نجد علمًا للجمال أو حتى إرهاصًا بنظرية جمالية في تراث الفكر الإسلامي، أي الفكر الذي أبدعه المسلمون؟ أم أن المقصود هو أننا يمكن أن نستمد هذا العلم من رؤية جمالية متضمنة في القرآن الكريم دستور المسلمين؟ الواقع أننا نجد كلا الاتجاهين في الكتابات المعاصرة الدائرة حول مفهوم أو قضية علم الجمال الإسلامي. فإن كان الاتجاه الأول في طرح القضية هو المقصود، فإنه اتجاه أو أسلوب مشروع في طرح القضية، أعيى أنه يكون من حيث المبدأ قابلاً للنقاش الذي يمكن أن يُظهِر لنا مدى صدق أو كذب مزاعمه. أما إذا كان الاتجاه الثاني في طرح القضية هو المقصود، فهو أسلوب غير مشروع من حيث المبدأ ومتناقض ذاتيًّا. وسنبرهن على موقفنا من هذين الاتجاهين أو الأسلوبين في طرح القضية. يقدم لنا هذا الكتاب رؤية تحليلية نقدية تكشف عن الخلط بين المفاهيم في الكتابات الدائرة حول ما يُسمَّى “علم الجمال الإسلامي”، وتكشف في النهاية عن جذور هذا الخلط التي تكمن في ضلالات الوعي الديني الشائعة في وعينا الثقافي، وهي ضلالات تختزل في الدين رؤيتنا للعالم