تلال الاكاسيا
أظنها لم تسامحني قط على فعلتي، وسامي لم ينسَها لي.. قرأت مرة أن الرجال ينسون ولا يسامحون، أما النساء، فإنهن يسامحن ولا ينسين.. أتظنين ذلك؟
لم أسمع لها ردًّا يطمئنني..
هل كنت على حق، في رأيك؟
أدركت أن نانسي لا تدرك عما أتحدث..
ما قيمة الذكريات؟ وهي تأتي دائ في العربة الأخيرة من قطار الحياة.. هذا ما يظنه أغلب
البشر.. لكن في «تلال الأكاسيا » يصطدم القارئ بإشكالية مغايرة تمامًا؛ إذ استطاع المؤلف
هشام الخشن – ببراعة– أن يجعل الذكريات هي البطل الأوحد والأشهر لروايته.. بداية من أول
سطر في الرواية حتى المشهد الأخير منها.. تدعونا، بحبكة فنية بارزة، أن نقاسمها رحلة
قراءة الرواية، مضيفةً إليها متعة العشق واللقاء والفراق؛ لتخبرنا بإمكانية تحقُّق المستحيل في أن نحيا ذكرياتنا قبل أن نفارقها أو تفارقنا.