كيف تعد مشروع بحثك
ليس غريبًا أن يطبع هذا الكتاب للمرة الخامسة، وليس عجيبًا أن تتخطى مبيعاته حاجز الربع مليون نسخة.. ولم لا، وهو إنجاز غير مسبوق في موضوعه، متفرد في منهجه، شيق في عرضه، يتميز بأفكاره المبتكرة، وشرحه المبسط المدعم بالأمثلة التطبيقية ليتجاوب مع حاجات الباحثين في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، ويلبي رغباتهم المُلِحَّة في امتلاك أدوات البحث العلمي السليم. انتهجت الكاتبة منهجًا علميًّا فريدًا يتحاشى الوقوع في سلبيات السابقين، فلم تكتف بالعرض النظري وإنما أتبعته بالتطبيق العملي لتضيئ للباحث آفاقًا أوسع؛ فامتدت يدها الحانية لتأخذ بيديه لتمضي به خطوة بخطوة فتقيه عثرات الطريـق، وتصوب اتجاهاته كي لا يحيد عن الهدف ولا يجنح بعيدًا عن طريقه المرسوم، ولا تنزلق قدماه في تجارب فاشلة تعيده إلى المربع صفر مرة ومرات. إنه عمل وافٍ شافٍ يسير بالباحث بخطى ثابتة ليصل لغايته من أقصر طريق؛ بدءًا من اختيار الموضوع وتخطيط مشروعه البحثي وتصميم الأدوات والاطلاع على المراجع وتحليل البيانات وعرض المعلومات وصولًا إلى كتابة التقرير النهائي. يذكر للترجمة أنها جاءت أمينة صادقة اصطبغت بروح العمل حتى لكأنه قد أُلِّفَ بالعربية، فجاءت إبداعًا انصهر مع إبداع الكاتبة في بوتقة الإجادة ليقدم عملًا رائعًا سائغًا ينهل منه كل راغب في بحث علمي سليم. إلى هؤلاء الذين يعدون أطروحات بحوثهم العلمية نقدم هذا العمل المبدع الذي جاء ليغطي قصورًا ونقصًا حادًا في المكتبة العربية بما لا غنى عنه لكل باحث يخطو خطواته الأولى نحو التميز والتفوق.