علم المعرفة من منظور معلوماتي
مقدمة:
يُعد كتاب “علم المعرفة من منظور معلوماتي: أساسيات المكتبات والمعلومات” للدكتور محمد فتحي عبد الهادي من الأعمال الأساسية التي تقدم نظرة شاملة حول المكتبات والمعلومات وعلاقتهما بالمعرفة في العصر الحديث. الكتاب يركز على الأسس التي يستند إليها علم المكتبات والمعلومات، ويقدم رؤية معلوماتية لكيفية إدارة المعرفة وتنظيمها بفعالية. يهدف المؤلف إلى مساعدة القراء على فهم العلاقة بين المكتبات، المعلومات، والمعرفة، وكيفية تحسين استخدام الموارد المعلوماتية في المؤسسات والأفراد.
محتويات الكتاب:
مفهوم المعرفة وأهميتها: يوضح المؤلف في البداية مفهوم المعرفة ويقدم تفرقة دقيقة بين المعرفة والمعلومات والبيانات. يشير إلى أن المعرفة هي نتاج معالجة وتحليل المعلومات والبيانات، وتعتبر واحدة من أهم الموارد في العصر الحديث، خاصة مع تطور التكنولوجيا وازدياد حجم المعلومات المتاحة. يناقش الكتاب كيف أصبحت المعرفة موردًا استراتيجيًا في المؤسسات، ويسلط الضوء على أهمية تنظيم المعلومات لاستخلاص المعرفة المفيدة منها.
علاقة المكتبات بالمعرفة: يُركز الكتاب على دور المكتبات في توفير الوصول إلى المعرفة. يوضح المؤلف أن المكتبات ليست مجرد أماكن لحفظ الكتب، بل هي مؤسسات معلوماتية تسهم في تنظيم المعرفة وجعلها متاحة للجميع. يتناول الكتاب دور المكتبات في التعليم والتثقيف، ويشرح كيف أن المكتبات تلعب دورًا رئيسيًا في نقل المعرفة عبر الأجيال.
إدارة المعلومات وتنظيمها: يناقش الكتاب أساليب إدارة المعلومات في المكتبات والمؤسسات المعلوماتية. يتناول المؤلف الطرق المختلفة لتنظيم وتصنيف المعلومات، مشيرًا إلى نظم التصنيف والفهرسة التي تساعد في تسهيل الوصول إلى المعلومات. يوضح الكتاب أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات في تحسين إدارة المكتبات، وكيف تسهم هذه الأدوات في توفير الوقت والجهد عند البحث عن المعلومات.
التكنولوجيا وتأثيرها على المكتبات: يُخصص الكتاب جزءًا هامًا لدراسة تأثير التكنولوجيا الحديثة على المكتبات والمعلومات. يناقش كيف أن التطور التكنولوجي غيّر شكل المكتبات من التقليدية إلى الرقمية، وكيف أن المكتبات الرقمية تتيح الوصول إلى كم هائل من المعلومات بشكل أسرع وأسهل. يتناول المؤلف أيضاً دور الإنترنت في توفير قواعد البيانات والمصادر الإلكترونية التي باتت جزءاً أساسياً من المكتبات الحديثة.
المعرفة من منظور معلوماتي: يعرض الكتاب كيف يمكن استخدام المعلومات لتوليد المعرفة من خلال التحليل والتفسير. يركز المؤلف على كيفية الاستفادة من البيانات الضخمة والمعلومات المتاحة عبر الإنترنت في استنتاجات معرفية تساعد على حل المشكلات واتخاذ القرارات. كما يوضح الفرق بين “المعرفة الصريحة” التي يمكن توثيقها و”المعرفة الضمنية” التي تكتسب من خلال الخبرات الشخصية.
المكتبات والمجتمع: يتناول الكتاب دور المكتبات في خدمة المجتمع، مشيرًا إلى أنها ليست فقط مؤسسات لتوفير المعلومات، بل لها دور فعال في تحسين جودة الحياة من خلال توفير المعرفة لجميع الفئات. يناقش المؤلف كيفية تفاعل المكتبات مع المجتمع المحيط بها، وكيف يمكنها أن تلعب دورًا مهمًا في محو الأمية وتعزيز التعليم المستمر.
مستقبل المكتبات في العصر الرقمي: في الجزء الأخير من الكتاب، يناقش المؤلف مستقبل المكتبات في ظل التحولات الرقمية. يتوقع المؤلف أن تتزايد أهمية المكتبات الرقمية بشكل كبير في المستقبل، وأن يتحول دور المكتبات من مجرد حفظ المعلومات إلى توفير منصات للبحث، الابتكار، والتعلم الذاتي. كما يناقش التحديات التي تواجه المكتبات التقليدية في مواكبة التطور التكنولوجي، وكيف يمكن للمكتبات التكيف مع هذه التغييرات لتظل ذات صلة وفعالية في عالم متسارع.
الخاتمة:
يعتبر كتاب “علم المعرفة من منظور معلوماتي: أساسيات المكتبات والمعلومات” من الكتب الرائدة في مجال المكتبات والمعلومات، حيث يقدم رؤية شاملة وعميقة حول كيفية تنظيم المعرفة وإدارتها بفعالية. المؤلف محمد فتحي عبد الهادي يبرز أهمية المكتبات كمؤسسات معرفية في المجتمع، ويشدد على دور التكنولوجيا في تطويرها.
الكتاب يهدف إلى تسليط الضوء على كيفية استخدام المعلومات لتوليد المعرفة المفيدة، وكيف يمكن تحسين إدارة المكتبات لتلبية احتياجات العصر الرقمي. يُعد هذا الكتاب مرجعًا قيمًا للباحثين، الطلاب، وأمناء المكتبات الذين يسعون إلى فهم العلاقة بين المعرفة والمعلومات وكيفية تنظيمها بطرق فعالة.
نقاط القوة في الكتاب:
شمولية الموضوع: يغطي الكتاب جوانب متعددة من علوم المكتبات والمعلومات، مما يجعله مرجعًا شاملاً في هذا المجال.
تركيز على التكنولوجيا: يوضح الكتاب كيف أن التكنولوجيا الحديثة غيّرت دور المكتبات، ويقدم رؤى حول كيفية الاستفادة منها لتحسين إدارة المعلومات.
دور المكتبات في المجتمع: يعزز الكتاب الفهم حول أهمية المكتبات في خدمة المجتمع وتعزيز الثقافة والمعرفة.
في النهاية، يعد هذا الكتاب أداة مهمة للمهتمين بعلم المكتبات والمعلومات، ويقدم توجيهات مفيدة حول كيفية التعامل مع التحديات التي تواجه المكتبات في العصر الحديث، وخاصة فيما يتعلق بإدارة المعرفة وتحويل المعلومات إلى معرفة قابلة للاستخدام.